Wednesday, February 4, 2015

The Killing of Lt. Muath al-Kasasbeh and the New Confrontation with the Islamic State مواجهة جديدة ضد تنظيم الدولة

Honor guard for Lt. Muath al-Kasabeh
Guest contributor Sahim al-Haraizeh, who is a Jordanian political commentator, and a student in the MA Program in Political Science - United Nations and Global Policy Studies, Rutgers University, New Brunswick, NJ, USA, offers his analysis of the Islamic State's killing of Jordanian pilot, Lt. Muath al-Kasasbeh   

مساء لا يشبه مساءات أيام مضت ظلت ألسن الاردنيون تلهج بالدعاء وقلوبهم تتشوق للقاء ، بعودة طيارهم الأسير معاذ الكساسبة سالماً، أو بث ما يرسل خبراً عن سلامته ، لكن "تنظيم الدولة" الإرهابي أعتم قلوبنا ، عندما بث تسجيلاً لأشنع عملية إعدام قد يتخيلها المرء في هذا الزمان بشاعة لم يعرفها التاريخ ، إلا من البرابرة والتتار ووحوش الارض ، نعم قتلوا معاذ الكساسبة بكل وحشية حرقاً بالنار.

الطيار الكساسبة في سطور :
الشهيد الطيار معاذ الكساسبة من محافظة الكرك الواقعة جنوب غربي الأردن ، من مواليد 1988 ، أنهى دراسته الثانوية في الكرك ثم التحق بكلية الملك حسين الجوية للطيران الحربي وتخرج في العام 2009 ليلتحق بطياري سلاح الجو الملكي الأردني ، رفع لرتبة ملازم أول في 2014 ، ووفقا لزملائه بسلاح الجو كان الكساسبة من أكثر الطيارين خبرة وتميزاً ، والكساسبة المتزوج حديثا ، كان أحد طياري الجيش الأردني الذين أسندت لهم مهمة تسديد ضربات جوية ضد معاقل “تنظيم الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا ، 

كون الأردن جزءاً من التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد ، في 24 ديسمبر الماضي وفي إحدى الطلعات الجوية أسقطت طائرته فوق محافظة الرقة شمال سوريا ، حيث احتجز الكساسبة لدى “تنظيم الدولة”، ومنذ ذلك الوقت بذل الأردن جهودا كبيرة للإفراج عنه دون جدوى ، الكساسبة خاض حربه وحربنا ، دفاعاً عن قيم الاعتدال والتسامح في الإسلام الحنيف ، ففي استشهاده تفاصيل كثيرة، ترويها طلعة طيار بطل بدد بضربات الحق على اوكار الارهاب والتطرف، ظلام الفكر والارهاب.

مسار الأزمة :
منذ اللحظة الأولى لوقوع  الكساسبة أسيرا في يد هذا التنظيم المجرم، أصبح كل أردني وأردنية أبا وأما وأخا وأختا له، واليوم يجدد الأردنيون التفافهم حول عائلته وعشيرته، لأن المصاب واحد والجرح واحد على امتداد الجغرافيا الأردنية ، بعد الإعلان الرسمي عن استشهاد الطيار الكساسبة والبيان الذي صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية ، تجمهر الآلاف في العاصمة عمان والكرك وكافة القرى والمحافظات الأردنية وإندلعت مظاهرات احتجاجية تردد عبارات ضد "تنظيم الدولة" وتطالب برد اردني مزلزل عقب إستشهاد الكساسبة ،

 من جانبه وزير الدول لشؤون الإعلام الناطق الرسمي بإسم الحكومة الدكتور محمد المومني : "إن رد الأردن على إغتيال الكساسبة سيكون حازما وقوياً ، وأضاف إن غضب الأردنيون سيزلزل صفوف تنظيم داعش الإرهابي".

 الملك عبدالله الثني بن الحسين قطع زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ودعا أبناء شعبه للتلاحم والوقوف صفاً واحداً معبراً عن غضبه تجاه جريمة داعش وقال الملك في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي : "قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعاً عن عقيدته وأمته ووطنه والتحق بمن سبقوه فداء للأردن"  "ويبقى الوطن" بهذه العبارة عجت صفحات الأردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" معزين أنفسهم ووطنهم باستشهاد ابن الأردن الطيار معاذ الكساسبة، وعباراتهم تقطر أسى وحزناً.

الرد الأردني جاء سريعاً :
نفّذ الأردن فجر الاربعاء حكم الإعدام بحق الارهابيين "ساجدة الريشاوي" و"زياد الكربولي" ويأتي هذا الإجراء عقب ساعات من إعلان داعش عن إعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة ، حيث كان التنظيم  يسعى لأن يوقع الاردن بفخ تسليم الريشاوي له مقابل ضمان حياة الطيار، على الرغم أن تنظيم الدولة اعدم الكساسبة منذ الثالث من الشهر الماضي.

 الاردن لم يخضع لابتزاز وشروط "داعش" قبل التأكد من ضمان سلامة الطيار وأنه على قيد الحياة، حيث سعى التنظيم  إلى إحلال فوضى بالداخل الأردني وخلط أوراق التفاوض لتوتير علاقة الاردن مع اليابان بعد أن عرض صفقة وهمية لتبادل الريشاوي مقابل الأسير الياباني الذي لقي حتفه اعداماً لاحقاً دون الطيارعارضاً بقاءه حيّا كذباً رغم أنه أغتال الكساسبة قبل أسابيع.

ساجدة الريشاوي الملقبة "بأم المؤمنين" عراقية الجنسية معتقلة بالسجون على خلفية تفجيرات عمان 2005 وهي شقيقة ثامر مبارك عتروس الريشاوي، الذي كان يحمل صفة "أمير الأنبار" في العراق والذراع الايمن لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي الذي يمثل الحاضنة التي تفرخ عنها التنظيم الارهابي "داعش" ،
 

كما تم ايضاً تنفيذ حكم الاعدام بحق الإرهابي زياد خلف رجه الكربولي عراقي الجنسية الذي صدر حكم قضائي عن محكمة امن الدولة عام 2007 بعد ادانته بجرم القيام بأعمال ارهابية افضت الى موت انسان والمؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية وحيازة مواد مفرقعة ( قذائف صاروخية) بالاشتراك بقصد استعمالها على وجه غير مشروع والانتساب لجمعية غير مشروعة.

 رسائل تنظيم الدولة :
يهدف تنظيم الدولة بالطريقة التي اتبعها في عملية إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة لتمرير عدة رسائل وتحقيق عدد من الأهداف إبتداءاً من فيديو عملية الإعدام والذي بدا وكأنه بمكان مهدم تحيطه عدد من المباني المقصوفة المحطمة قد يكون نفس الهدف الذي أراد الكساسبه قصفه مروراً بعنوان الفيديو "شفاء الصدور" وذلك لبث الرعب والردع في قلوب أعدائهم حسب الإيدلوجيا التي يتبناها التنظيم.

أولا: زعزعت الداخل الإردني وخلق حالة من الصراع بين المستويين الشعبي والرسمي وإثبات فشل خلية إدارة الأزمة في جهود تحرير الطيار بالتالي الصدام والفوضى لمساندة خلاياه في الأردن.

ثانيا : بث الرعب والردع "استراتيجية الترهيب" لكل من يقف في وجه التنظيم سواءاً قوات التحالف أو القوات النظامية في سوريا والعراق وإرسال رساله مفادها بأن "تنظيم الدولة" لا يتردد بتنفيذ تهديداته.

ثالثا: إستباق أي محاولة دولية للدخول بقوات برية لمحاربة التنظيم  ظهر ذلك من خلال تغيير أماكن تصوير الفيديوهات بين الرهائن اليابانين والطيار الكساسبة والجودة العالية والتصوير من أكثر من زاوية والتقنيات المستخدمة ونشر المليشات ونوعية الأسلحة واللباس.

ويبقى السؤال الأبرز هل تكفي الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على تنظيم الدولة الذي يسيطر اليوم على مساحات شاسعة ويتنقل بحرية ويستخدم أحدث الأسلحة والتقنيات الإعلامية ومصافي تكرير النفط؟ يمكن القول أن تنظيم الدولة يفرض نفسه كدولة داخل دول ضمن شروطه وأحكامه في ظل غياب دول محورية في المنطقة كالعراق وسوريا والتحديات السياسية والأمنية المفروضة على باقي دول المنطقة ، داعش يراهن على الفوضى ونحن نراهن على الأوطان.



No comments: