Wednesday, July 23, 2014

شهادة أولية عن الأوضاع في مخيم الخازر A Preliminary Account of the Situation in Camp al-Khazar

This report was written by Dr. Faris Kamal Nadhmi, a Professor of Social Psychology at Salahiddin University in Arbil, KRG, Iraq.  Dr. Nadhmi is part of a group, Nasuna (Our People), that is working to improve the conditions of refugees from Mosul and other areas seized by the ISIS terrorist group this past June and refugees all over Iraq.
In this photograph, we see Suhair al-Jazairi, Asma Jamil, Faris Nadhmi and Sarmad al-Ta'i
لكي يطلع كل المهتمين على حقيقة الأوضاع في مخيم (الخازر) لللاجئين القادمين من نينوى وصلاح الدين، والواقع على الطريق بين أربيل والموصل، أدرج إليكم بعض ملاحظاتي الأولية التي دونتها عند زيارتي للمخيم ضمن وفد مبادرة غوث النازحين والمهجرين (ناسُنا) في 19/7/2014م. وإن أغلب هذه المعلومات مستقاة من إفادات النازحين أنفسهم دون أن يتم التحقق التفصيلي من صحتها:

·        المنظمة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR  ومؤسسة بارزاني الخيرية هما المسؤولتان عن إدارة المخيم.
·   يبلغ عدد الخيم حوالي (700) خيمة بمعدل (5 – 6) أشخاص لكل خيمة، أي حوالي (4000) نازح من الجنسين ومن مختلف الأعمار.
Children at Camp al-Khazar on Ninewa-KRG border
·   أغلب اللاجئين نزحوا من مدن الموصل (حي النبي يونس والرشيدية ووادي حجر و17 تموز وحي التنك)، وقضاء الحضر والشرقاط والقيارة وتكريت وبيجي وبلد، هرباً من قصف القوات الحكومية للأحياء السكنية والمستشفيات. كما أفاد بعضهم بأنهم ينتسبون للشرطة المحلية أو قوات "سوات"، ولذلك اضطروا للنزوح مع عوائلهم خوفاً من انتقام داعش.
·   يفتقر المخيم إلى: أدوية الأمراض المزمنة/ برّادات لحفظ هذه الأدوية خصوصاً الأنسولين/ أدوية الصرع/ مواقد صغيرة للطبخ تعمل بالكاز أو النفط/ حفاظات للأطفال الرضع.
·        في المخيم مستوصف واحد يعالج الحالات البسيطة، أما الحالات الصعبة فلا علاج لها.
·        الولادات تحدث بدون تخدير وبدون وجود طبيبة نسائية.
Members of the "Our People" (Nasina) organization
·        امتناع النساء المريضات عن مراجعة الطبيب في المستوصف بسبب التقاليد العشائرية.
·    عدد المرافق الصحية البدائية لا يزيد عن (25) تواليت يستعملها ما يزيد عن (4000) شخص، أي بمعدل تواليت واحد لكل (160) إنسان على الأقل، مما يضطر الكثير منهم للوقوف في طوابير، أو للذهاب إلى القفار المجاورة لقضاء حاجتهم.
·        يفتقد المخيم إلى الحمامات، ويضطر اللاجئون إلى الاغتسال داخل الخيم.
·   نصف عدد النازحين فقط يحصل على طاقة كهربائية وعلى مياه الاغتسال في الوقت الحاضر بسبب
Children of al-Khazar Camp
الازدياد المستمر في الأعداد.
·   يذكر بعض سكان المخيم أن التبرعات أو المعونات النقدية التي تصل إلى المخيم لا توزع بشكل عادل إذ يحصل عليها من يستطيع التزاحم وله صلة بإدارة المخيم، أو يتم الاستيلاء على جزء منها لصالح جهات خارجية. وأفاد البعض أنه لم يحصل على إعانة مالية منذ (40) يوماً.
·   يجري تسريب كميات كبيرة من المساعدات الغذائية التي تصل إلى المخيم وتهريبها بواسطة سيارات إلى خارجه لصالح جهات خارجية. وقد أمكن التأكد من ذلك بواسطة تسجيل فديوي لدى أحد النازحين.
·   تقوم إدارة المخيم يومياً بتوزيع وجبة غذائية مطبوخة واحدة فقط عصراً بمعدل وجبة واحدة لكل عائلة مهما كان عددها. تتألف الوجبة في العادة من صحن رز وصحن مرق وخبز.
·   ساكنو المخيم يحصلون على مواد غذائية جافة (الرز والطحين والزيت وغيره) بكميات كافية من إدارة المخيم، غير إنهم لا يستطيعون الاستفادة من بالشكل المطلوب بسبب عدم توافر أدوات الطهي ومواقد الطبخ والوقود.
·   القادمون الجدد إلى المخيم يبقون في العادة بلا خيم أو معونات غذائية أو نقدية لمدة تزيد عن عشرة أيام. فيضطرون للمبيت في خيم الآخرين وتقاسم الغذاء معهم.
·        تكدس الأزبال والنفايات إذ لا يجري رفعها بواسطة السيارات المخصصة إلا مرة أو مرتين في الأسبوع.
·        ارتفاع أسعار الثلج، إذ وصل سعر قالب الثلج الى 6 آلاف دينار.
·   عند توزيع المواد الغذائية من قبل حرس المخيم، كثيراً ما يقومون برميها بشكل مهين على النازحين من بوابات السيارات المحمّلة بالمواد الغذائية. كما إن بعض هؤلاء الحرّاس يقومون بالاعتداء ضرباً بالكيبلات على بعض النازحين وشتمهم أثناء توزيع المساعدات طبقاً لتسجيل فديوي جرى الاطلاع عليه لدى أحد
View of Camp Khazar
النازحين.
·        الخيمة الحالية هي مكان للنوم والطبخ والاغتسال، ويصل عدد سكان بعض الخيم إلى (14) شخصاً.
·        انتشار الأفاعي والعقارب والجرذان دون وجود جهود لمكافحتها.
·   يسكن في المخيم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقين)، ولذلك يتطلب الأمر اهتماماً خاصاً بهم بتوفير الأدوية والتجهيزات والملابس التي تعينهم على التعامل مع حالات العجز لديهم.
·   ليس من الواضح أن هناك خططاً لتوفير خدمات تعليمية أو ثقافية قريباً، إذ تبدو الأوضاع مرتبكة وفوضوية، تفتقر إلى أدنى حدود التنظيم والانضباط.
·   بيئياً وعمرانياً، فإن أقل ما يمكن قوله أن المخيم يقع في بيئة كارثية، إذ يتمركز في هضبة قاحلة تصل درجة حرارتها إلى أكثر من (45) درجة مئوية، وتتعرض يومياً إلى عواصف ترابية، فيما تبدو خيامه (بالرغم من حداثتها) في حالة رثة وبائسة داخلياً وخارجياً. أما عمرانياً فهو ليس أكثر مسارات ترابية موحلة، تتناثر فيه أبنية بدائية يشغلها إداريو المخيم.
·   نفسياً واعتبارياً، فمن خلال الاتصال المباشر بسكان المخيم، يمكن توصيف حالتهم بثلاث مفاهيم جرى تكرارها بينهم على نحو منتظم: اليأس والذل والصدمة. وقد عبّر عدد منهم على نحو منتظم بقوله: ((نحن أسرى، نحن بلا كرامة!)).
·        نعم، ناسُنا هناك في الخازر أسرى ضمن مخيم كبير إسمه "الوطن المهجّر"، يعفر وجوههم الألم والتراب
والإهانة!
Another view of Camp al-Khazar
·   الضوء الوحيد في هذا المخيم هو وجوه الأطفال التي كانت تصر على الابتسام رغم كل شيء. كانوا أليفين وحميمين ومسالمين. وكانوا يتطلعون إلينا بوصفنا قادمين من خارج المخيم، أي من الوطن الذي ينتظرون العودة إليه. والحقيقة إننا ذهبنا إليهم لكي نبقى في الوطن!

No comments: